lundi 9 juin 2014

شبابُ برنامج "مقاولتي" يُقاضون بنكيران ويهدّدون ببيْع أعضائهم

شبابُ برنامج "مقاولتي" يُقاضون بنكيران ويهدّدون ببيْع أعضائهم
بعْد مُرور ثمانِ سنواتٍ على إطلاق برنامج "مقاولتي"، الذي كان يرُوم تمكين الشباب المغربي من خلق مشاريع استثمارية خاصّة، وجدَ الكثير من الشباب الذين استفادوا من البرنامج أنفسهم أمام واقعٍ لم يكن يخطر لهم على بالٍ، بعدما تلاشت أحلامُ البداية، وحلت محلّها الكوابيس، ووجد كثير منهم أنفسهم واقفين على عتباتِ أبواب السجون، بعدما شرعت الأبناك في رفع دعاوى قضائية ضدّهم.
وفيما بدأ المفوَّضون القضائيون يطرقون أبواب بيوت الشباب المستفيدين من برنامج "مقاولتي"، منذ مدّة، حاملين إليهم دعاوى قضائية، بعد عجزهم عن تسديد الديون، قرر المستفيدون في المقابل، أن يتوجّهوا إلى القضاء، طلبا لإنصافهم، حيث رفعت المنظمة الديمقراطية للمقاولين الشباب دعوى قضائية ضدّ الدولة المغربية، في شخصِ رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أمام المحكمة الإدارية بالرباط.
ردُّ فعْل الشباب المستفيدين من برنامج "مقاولتي"، الذين سبق أن خاضوا عددا من الوقفات الاحتجاجية في مختلف المدن، وأمام مقرّ البرلمان بالرباط، لم يتوقف عند حدود رفع الدّعوى القضائية ضدّ حكومة بنكيران، بلْ امتدّ إلى إعلانهم، عن إنشاء صفحة باللغات العربية والفرنسية والاسبانية والانجليزية، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لعرْض أعضائهم البشرية، مثل الكِلى وقرنية العين للبيْع.
"هذا ليسَ تهديدا، أوْ مُزايدة للفْت الانتباه إلى المشاكل التي نتخّبطٌ فيها، بل نحن عازمون على بيْع أعضائنا، من أجل إنقاذ أسرنا من التشرد، وإنقاذ أنفسنا من السجن"، يقولُ فتح الله أحمد، أحد المستفيدين من برنامج "مقاولتي"، مضيفا أنّ عدد الشباب الذين أبدوْا استعدادهم لبيع أعضائهم وصل لحدّ الآن إلى 60 شابا؛ تلويح شباب "مقاولتي" ببيع أعضائهم جاء، "بعد أن انسدّت جميع الأبواب"، يقول فتح الله، مضيفا "تصوّر كيف ستكون نفسيتنا ونحن نسمع الناس ينادوننا بالشفارة اللي سرْقوا فلوس الدولة".
تهمة "سرقة أموال الدولة"، يقول علي العرفاوي، رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات شباب مقاولتي، هي التهمة التي يُحاكَم بها الشباب المستفيدون من برنامج "مقاولتي" أمام المحاكم، بعدما فشلتْ مشاريعهم، ومضى يقول، "نحن لم نسرق أموالَ الدولة، بل انخرطنا في البرنامج بحُسْن نيّة، وعلى أساس أنْ نخلق مشاريع خاصّةٍ بنا، وتشغيل شباب آخرين، والانخراط في القطاع الخاصّ، بدَلَ انتظار التوظيف في القطاع العامّ.
ولم تقتصر مُعاناة الشباب المستفيدين من برنامج "مقاولتي" على الأحكام القضائية التي تهدّدهم بالسجن، بل إنّ منهم، حسب محمد بولحيارا، عضو المنظمة الديمقراطية للمقاولين الشباب، وأحد المستفيدين من البرنامج، مَنْ أصيب بخللٍ عقلي، وصدمات نفسية، أدّت إلى وفاة أحد المستفيدين بمدينة تيزنيت، وأضاف بولحيارا، "قد يهون أنْ يقضي الإنسان مدّة في السجن، ويخرج، لكنّ الإشكال الأكبر هو أنّ المستفيدين من البرنامج، ملزمون بأداء قيمة القروض، والفوائد، فمَنْ أخذ 18 مليونا، يكون عليه أن يؤدّي 33 مليونا".
المثلُ القائل "من الخيمة خْرجْ مايل"، ينطبقُ كثيرا على برنامج "مقاولتي". يقول محمد بولحيارا الذي انخرط في البرنامج سنة 2007، إنّ الشباب الذين انخرطوا في البرنامج وقتذاك كانوا يحسبون أنّ الأمر يتعلق ببرنامج للدعم، وليس قروض، موضحا أنّ عددا من الشباب تخلّى عن وظيفته، أو العمل الذي كان يمارسه، وأصبح عاطلا؛ أما المشاكل الكبرى، يضيف المتحدث، فقد انطلقتْ بعد أنْ شرع الشباب في استئجار محلاتٍ لإنشاء مقاولاتهم الصغرى، إذ يوجد من تراكمت عليه الديون بعد عامين من الكراء قبل الاستفادة من القرض، والذي لا يتوصّل به صاحب المشروع، بشكل مباشر، كما لا يتوصّل به كاملا.
ويصل عدد المشاريع المنجزة في إطار برنامج "مقاولتي" إلى 3500 مشروع، 1800 منها أخذ أصحابها قروضا من الأبناك، "غير أنّ 92 في المائة منها فاشلة، وأغلقت أبوابها، فيما لا يتعدّى عدد المقاولات التي لا تزال صامدة 8 في المائة فقط، وتعاني هي أيضا من المشاكل"، يقول العرفاوي علي، مضيفا "هذه المقاولات بدورها لن تصمد لوقت طويل، بسبب المشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها، ومع نهاية السنة الحالية سنترحّمُ على برنامج "مقاولتي"، وفق تعبيره.
ومن بين 1800 مشروع، من مشاريع برنامج "مقاولتي"، التي تمّ تمويلها من طرف الأبناك، يصل عدد المشاريع المعروضة على القضاء إلى 1532، حسب رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات شباب مقاولتي، موضحا أنّ المطالبَ الأساسية للمستفيدين من البرنامج تنحصر في مطلبيْن أسياسيين، أوّلهما إيقاف المتابعات القضائية في حقّ المستفيدين، وإيجاد حلول استعجالية لإنقاذ المشاريع المنجزة، وذلك من خلال إدماجها في المبادرة الوطنيّة للتنمية البشرية.

Hesspress

0 commentaires:

إضغط هنا لإضافة تعليق

Enregistrer un commentaire

Blogger Widgets